التأثير في مكان العمل

التأثير أداة قوية لتحقيق الزخم والنجاح.

تاريخ التأثير يمتد لآلاف السنين وينبع من السعي الدائم للبشرية لإلهام الآخرين وإقناعهم وتوجيههم. فقد قام أرسطو بوضع أسس فن الإقناع في ثلاثة مبادئ: اللوغوس (المنطق)، والإيثوس (المصداقية)، والباتوس (العاطفة). وعلى مر القرون، قام شكسبير, وديل كارنيغي، وعالم النفس الاجتماعي روبرت سيالديني وغيرهم بتوسيع مفهوم التأثير ليشمل مزيجًا من الفن والعلم.

التأثير هو القدرة على تشكيل أو تغيير أفعال وقرارات وسلوك جمهورك من خلال الاستفادة من عوامل خارجية مثل المعلومات أو الحوافز أو المناشدات العاطفية. وغالبًا ما يعمل التأثير في لحظة أو سياق محدد، مما يدفع لاتخاذ إجراء فوري دون ضرورة تغيير القناعات الأساسية لدى الآخرين. ويبرز هذا الجانب العملية الواقعية للتأثير في التفاعلات اليومية والبيئات المهنية: يمكنك التأثير في السلوك لتحقيق النتائج المرجوة حتى وإن لم تتغير مواقف الآخرين.

من الأساطير الشائعة حول التأثير الاعتقاد بأن تقديم معلومات جديدة فقط سيغير سلوك شخص ما؛ أو أنك بحاجة لتغيير عقول الناس حتى تؤثر في أفعالهم؛ أو أن الأفراد بإمكانهم دائمًا تحديد ما الذي يؤثر عليهم. في الواقع، يعتمد النجاح في التأثير على ثلاث دافعات إنسانية رئيسية: الدقة — الرغبة في اتخاذ القرار "الصحيح"؛ التواصل — الحاجة للانسجام مع الآخرين وبناء الروابط الاجتماعية؛ والذات — السعي للحفاظ على صورة إيجابية للنفس. وغالب...